من قنطرة “تيلدي” التي صمدت في وجه زلزال أكادير سنة 1960، تبدأ رحلة بانورامية يأخد فيها “تلفريك أكادير” الراكب، لاكتشاف سحر مدينة الإنبعاث من أعالي قصبة “أكادير أوفلا” التاريخية (وتعني الحصن الموجود في الأعلى)، على مسافة تصل إلى 1700 متر طولي.
وبالتوازي مع خط “التلفريك”، يستمتع الزائر على مد البصر في رحلة العودة من القصبة، هذا الموقع المليئ بالرمزية في تاريخ المغرب وحاضرة سوس، بسحر المحيط الأطلسي، حيث تتناغم زرقة السماء بأمواج البحر.
فهو أول خط نقل عن طريق قاطرة معلقة بسلك كهربائي في المغرب، رأى النور صيف هذا العام، باعتباره جزء من المشروع الترفيهي “دانيا لاند” و”سوس كامب”، وذلك في إطار إعادة الدينامية السياحية وخلق خدمات ومواقع جذابة لساكنة المدينة وزوارها، وأيضا في تطوير العرض السياحي لعاصمة أهل سوس.
وعن اختيار مدينة أكادير لكي تكون مركز تموقع “التلفريك”، قال عبد العزيز حويس، صاحب المشروع، في تصريح صحفي، إن لمدينة أكادير خصوصية فريدة من نوعها باعتبارها مدينة حديثة العهد بعد الزلزال، وبالتالي ف’التلفريك’ يربط حاضر المدينة بماضيها، مضيفا أن ساكنة أكادير وزوارها يستمتعون بالمناظر الطبيعية والمعالم الأثرية لعاصمة سوس من مختلف الزوايا، بما في ذلك قصبة أكادير أوفلا.
وفي ما يتعلق بالتقييم الأولي للمشروع، بعد أربعة أشهر من إنطلاق العمل به (15 يوليوز 2022)، أوضح حويس، أنهم راضون جدا عن النتائج المحققة لحد الساعة، من حيث الجودة عبر التفاعل الإيجابي للزبناء المستعملين من جهة، والكم عبر سيرورة خطوط النقل من نقطة الانطلاق إلى محطة الوصول دون إنقطاع من جهة أخرى.
وكثمرة لاستثمار خاص في قطاع الترفيه، يحتوي الخط الأول للتلفريك على 30 مقصورة، من بينها 4 مقصورات مخصصة لكبار الشخصيات، ويضم الخط الثاني 18 مقصورة، وسيمكن “تلفريك” أكادير، على المدى القريب، من نقل 1000 شخص في الساعة وخلق 1000 منصب شغل مباشر.
واستعمل في إنشاء “تلفريك أكادير” أوالقاطرة المعلقة، آخر جيل منه، مع احترام المعايير الدولية في هذا المجال، حيث تم تجهيزه بتقنية “D-line”، وهي تقنية تضمن عمل القاطرات بكل هدوء، مع توفير أقصى درجات الراحة للركاب، إذ تم بناء المحطة تماشيا مع خصوصية البناء الزلزالية حسب ما تفرضه طبيعة المدينة.
لقد إستطاع “تلفريك” أكادير، أن يدخل ضمن قائمة الأماكن السياحية التي يتعين على كل شخص يفكر في زيارة مدينة الإنبعاث، التوجه إليه في جدولة عطلته، والأكيد أنه موعود بتجربة فريدة يعود منها بنفس جديد وذكريات أجمل.