أشنكلي.. “مجلس سوس ماسة رصد 25 مليون درهم لدعم متضرري الزلزال بالجهة”

قال كريم أشنكلي، رئيس مجلس جهة سوس ماسة، صباح اليوم الاثنين 18 شتنبر الجاري، إن مجلسه رصد 25 مليون درهم لدعم متضرري الزلزال بالجهة.

وأكد أشنكلي في كلمة له خلال الدورة الاستثنائية، للمجلس التي انعقد في تارودانت، أن المناطق المتضررة ستكون ضمن أولويات برامج تدخل الجهة، ما بعد دورة أكتوبر المقبل، مشيرا إلى أن جهة سوس ماسة انخرطت منذ الوهلة الأولى في عملية دعم جهود الإغاثة، من خلال الانتقال بشكل فوري إلى إقليم تارودانت، للإطلاع على الأوضاع، والوقوف على حجم الخسائر والحاجيات، وَتَيْسِيرِ وصول المساعدات المقدمة للمتضررين، والتي خصصت لها الجهة غلاف مالي إستعجالي يقدر ب 25 مليون درهم، ضم مساعدات آنية للجماعات المتضررة بإقليم تارودانت وأگادير إدوتنان.

وأوضج أن إجتماع اليوم هو من أجل تخصيص ميزانيات إستعجالية إضافية، في أفق عقد دورة أكتوبر للمصادقة على ميزانية 2024، والتي ستضع إقليم تارودانت والمناطق المتضررة ضمن أولوية الأولويات، مشيرا إلى أن هذه الدورة الإستثنائية، تأتي تماشيا مع المبادرة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتنفيذا لتعليماته السامية في هذا الباب، والرامية إلى العمل على التدخل لدعم ومؤازرة المتضررين من الزلزال، وذلك بتبني خطوات استعجالية للاستجابة لحاجياتهم الآنية.

‎وأكد رئيس الجهة، أن هذه الفاجعة الأليمة، التي كغيرها من الكوارث الطبيعية، التي كلفت بلادنا خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، “ستزيدنا بالمقابل صلابة وصمود وإصرار وعزيمة على استغلال جوانبها الإيجابية، من خلال استثمار ما يتسلح به عموم المواطنات والمواطنين في جميع ربوع المملكة من تماسك وتآزر وتكافل في التعامل مع مثل هذا الحادث الأليم، وكلنا عزم على التشبث بالقيم الروحية والوطنية لبلادنا والتمسك بالهوية المغربية والثوابت والمقدسات”.

‎وأضاف، “ولعل صور التضامن والتآزر من كافة أطياف الشعب المغربي في مواجهة هذه الفاجعة، لخير دليل على هذا التلاحم المتين، مما يثلج الصدر ويخفف من الألم الذي لا زلنا نتجرعه من جراء هذا الحادث الأليم”، مردفا “وفي هذا السياق لا يسعنا إلا أن نستحضر مضامين خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش المجيد، والذي أكد فيها جلالته على أهمية الجدية، كقيمة نموذجية تُؤَسسُ لقواعد العمل والصرامة والاحترام، ودورها في تحقيق أكبر الإنجازات وتجاوز أَعْتَى الصِعَابْ والإكراهات”.

وكشفت ذات المسؤول أن، إجتماع مجلس الجهة اليوم، هو “محاولة جادة لتفعيل الإرادة الملكية وفرصة حقيقية لبلورة وصياغة خطوات عملية، تقوم على إنجاز تصور للإجراءات التي تكتسي طابع الاستعجال في انتظار تنزيل الخطة الوطنية التي أعدتها الحكومة، بتعليمات من جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، لإعادة إعمار المناطق المنكوبة”، مُثمِّناً “مضامين بلاغ الديوان الملكي وتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لإعادة الإيواء في احترام للشروط الضرورية المتعلقة بالإنصاف والإنصات الدائم لحاجيات الساكنة المعنية، وتقديم المساعدة المالية لإعادة الإعمار، وكذا تقديم الدعم التقني اللازم، بالإضافة إلى التكفل الفوري بالأطفال اليتامى ضحايا الزلزال”.

وأشار كريم أشنكلي، إلى أن المناطق الأكثر تضررا من هذه الفاجعة الطبيعية هي التي تلك المتاخمة لإقليم الحوز، مشددا على ضرورة التسلح بالحكمة والتبصر والجدية، لإيجاد حلول عملية وواقعية لتسريع وتيرة توفير هذه الحاجيات، لاسيما تلك التي تتسم بالآنية وتكتسي طابع الاستعجال، بعيدا عن أية مقاربات أو قراءات من شأنها أن تعرقل مسيرة الجهود المبذولة.

وأوضح ذات المتحدث أن “واقع الحال يفرض على الجميع تحمل المسؤولية كل حسب دوره، والقيام بما يلزم من أجل كسب هذا الرهان، الذي لن يتحقق في تقديري إلا بإرساء حكامة ترابية جيدة توحد الجهود وتضمن الالتقائية والانسجام”، مؤكدا “دعمنا اللامشروط لتجسيد المبادرة الملكية على أرض الواقع، وخاصة فيما يتعلق بإحداث الحساب الخاص المرصود لأمور خصوصية الحامل لاسم الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية.

ودعا أشنكلي كل منتخبي الجهة للمساهمة الشخصية في هذا الصندوق، وإتخاذ المبادرات التي ترونها مناسبة تجسيدا لروح التضامن والوطنية الصادقة، مغتنما الفرصة، ليشد بحرارة “على يد كافة السلطات العمومية، وعلى رأسهم السيد والي جهة سوس ماسة، وعامل إقليم تارودانت، والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، والقوات المساعدة والوقاية المدنية، ومنتخبي الجماعات الترابية وكافة الأطر العاملة بقطاع الصحة ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، وباقي الفاعلين الترابين والإقتصاديين وفعاليات المجتمع المدني، على المجهودات الجبارة التي يقومون بها من أجل التخفيف من وطأة هذه الكارثة الطبيعية، وتتبعهم اليومي والمستمر لمختلف الأوضاع، وعمليات الإنقاذ والإغاثة وتقديم الدعم للناجين”.

ونوه رئيس الجهة، “بالمجهودات التي تقوم بها وسائل الإعلام الجادة، والنقابة الجهوية للصحافة بسوس ماسة، من أجل الوقوف على حجم المجهودات المبذولة من طرف السلطات العمومية وكل القوى الحية، والوقوف في وجه كل الأخبار الزائفة والإستعمال الغير السليم لصور الضحايا خاصة القاصرين، والسعي لضمان احترام الكرامة الإنسانية”، قبل أن يختم كلمته بالتضرع إلى الله عز وجل “لتَخْرُجَ بلادنا من هذه الكارثة الطبيعية، أكثر صلابة وتماسكا، وأن يوفقنا جميعا لما فيه خيرا لهذه البلاد، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده”.