الوالي أمزازي يتفقد المركز الوطني لمكافحة الجراد بأيت ملول وإنزكان

قام سعيد أمزازي والي جهة سوس ماسة، مرفوقاً بعامل عمالة إنزكان أيت ملول، أمس الخميس، بزيارة تفقدية للمركز الوطني لمكافحة الجراد بكل من جماعتي أيت ملول وإنزكان، وذلك في إطار تعزيز الجهود الوطنية المبذولة في مجال مكافحة الجراد.

وقد استُهلت هذه الزيارة الرسمية بالمركز الوطني لمكافحة الجراد الكائن بجماعة أيت ملول، حيث كان في استقبال الوفد الرسمي مدير المركز إلى جانب أطره الإدارية والتقنية.

وقد تم خلال هذه الزيارة تقديم عرض تقني مفصل أمام الوفد، تضمّن أهم المعطيات حول المهام الرئيسية للمركز، والآليات المعتمدة في الرصد والمراقبة، وكذا التدخلات الميدانية التي تهدف إلى محاربة آفة الجراد التي تهدد النظم البيئية والإنتاج الفلاحي بالمنطقة.

و يتوفر المركز، الذي يتخذ من مدينة أيت ملول مقراً له، على اختصاص وطني، ويضطلع بعدد من المهام الجوهرية، من أبرزها، رصد تطور الأنواع المختلفة للجراد في جميع أنحاء التراب الوطني، وتنظيم حملات استكشاف ومكافحة ميدانية للجراد كلما اقتضت الضرورة، وذلك بتنسيق مع مختلف الجهات المعنية.

كما يختص المركز في المتابعة الدورية للأوضاع الجرادية عبر العالم، وتبادل المعلومات بشكل مستمر مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، والهيئات الإقليمية المختصة.

ويختص أيضا بتطوير برامج البحث العلمي في مجال مكافحة الجراد وتكييفها مع السياقات الوطنية، إلى جانب تنظيم دورات تكوينية لفائدة الأطر الوطنية والتقنيين الأجانب في مجال المكافحة الحديثة للجراد.

كما تطرّق العرض إلى التحديات المناخية والبيئية التي تؤثر على انتشار الجراد، وأهمية التتبع المستمر للظروف المناخية في المناطق المصدرية والعبورية لهذه الآفة، مع التركيز على التنسيق بين الجهات الوطنية والإقليمية المختصة.

وقام والي جهة سوس ماسة رفقة عامل عمالة إنزكان أيت ملول، بجولة تفقدية شملت مختلف مرافق المركز، بما في ذلك المختبر البيولوجي المخصص لتربية وتتبع أنواع الجراد، والذي يعتبر مرفقاً علمياً متقدماً يعزز من قدرة المركز على دراسة سلوك الجراد وتطور أطواره الحياتية، مما يسمح باتخاذ إجراءات استباقية ناجعة للحد من مخاطره.

كما وقف الوفد على سير العمل داخل قاعات التخزين والتحليل، واطلع على المعدات التقنية المستخدمة في المراقبة اليومية ومتابعة تطور الحشرات في بيئات شبه طبيعية.

وفي سياق استكمال هذه الزيارة، توجه الوفد الرسمي إلى المركز الوطني لمكافحة الجراد المتواجد بمدينة إنزكان، حيث تم تقديم شروحات مفصلة حول التجهيزات المتطورة المعتمدة في عمليات المراقبة والرصد، خاصة أجهزة الطائرات بدون طيار (الدرون)، التي تُعد من الوسائل الحديثة المعتمدة في مراقبة تحركات الجراد عبر مناطق واسعة، خصوصاً في الفضاءات المفتوحة والوعرة.

وقد نوه والي الجهة، في ختام هذه الزيارة، بالمجهودات الكبيرة التي تبذلها الأطر التقنية والعلمية العاملة داخل المركزين، مبرزاً أهمية الأدوار التي يقوم بها المركز الوطني لمكافحة الجراد في الحفاظ على التوازن البيئي وضمان حماية سلاسل الإنتاج الفلاحي.

كما أكد على ضرورة استمرار دعم هذه المراكز على مستوى التكوين والتأطير والتمويل، بما يتلاءم مع حجم التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية وتزايد وتيرة ظهور هذه الآفة في السنوات الأخيرة.

واختتمت هذه الزيارة بالتأكيد على التزام السلطات الجهوية والمحلية بدعم جهود المركز الوطني لمكافحة الجراد، وتعزيز قدراته اللوجيستيكية والتقنية لمواجهة التحديات المستقبلية، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تؤثر بشكل مباشر على دورة الحياة وانتشار هذه الآفة.