تحتضن مدينة سان دوني الفرنسية، يومي الجمعة والسبت 3 و4 ماي المقبل، حدثاً استثنائياً، يخصص للوقوف عند واحد من أعمدة الأدب المغربي المعاصر محمد خير الدين (1941-1995).
ويأتي هذا الحدث الذي ينظم بدعم من مدينة تيزنيت، وذلك في إطار برنامج الصالون الأمازيغي-الفرنسي للكتاب 2025.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة تنظيم ندوتين فكريتين لتسليط الضوء على مسار هذا الكاتب المبدع الذي حفر اسمه في الذاكرة الأدبية المغاربية والفرنكوفونية.
وسيعرف هذا الحدث الثقافي مشاركة 57 كاتبا من مختلف الدول، والذين سيسلطون مزيدا من الضوء على شخصية الراحل محمد خير الدين ابن تافراوت، وصوت الجنوب الذي تحدّى الصمت، وأعاد كتابة الهوية بلغته الخاصة، المتمرّدة والمضيئة.
ويعتبر محمد خير الدين من أبرز الشخصيات الأدبية المغربية في القرن العشرين، حيث ولد سنة 1941 في قرية صغيرة بتافراوت ضواحي تيزنيت.
بدأ محمد يكتب الشعر وهو بعد مراهقاًَ. وكان ينشر قصائده في صحيفة “لا فيجي ماروكين”، حيث كانت قصائده محبوكة على الطريقة الكلاسيكية وبلغة فرنسية أنيقة.
وبرز في الستينات كواحد من ألمع الشعراء المحدثين إلى جانب الطاهر بن جلون وعبد اللطيف اللعبي ومصطفى النيسابوري وعبد الكبير الخطيبي.
صدر لخير الدين كتابه الأول في لندن سنة 1964 بعنوان “غثيان أسود” وقد ضم قصائد تشي بيأس وجودي متأصل.
وفي سنة 1967 نشرت له دار سوي الفرنسية رائعته “أكادير” التي كتبها في أعقاب الزلزال الذي دمر المدينة سنة 1960
وبعد عودته إلى المغرب أصدر محمد خير الدين ديوان شعر جديد سماه “انبعاث الورود البرية”، كما واظب على نشر نصوص متفرقة في جريدة “المغرب” الفرنكوفونية التي كانت تصدر في الثمانيات من القرن الماضي.
وشكلت هذه النصوص نواة رواية جديدة غاص فيها عميقاً في أصوله السوسية الغابرة ونشرتها كالعادة دار سوي الفرنسية سنة 1984 بعنوان “أسطورة وحياة أغونشيش”.
وكان آخر عمل شعري أصدره قبيل وفاته ديوانه “نصب تذكاري”، وبعد وفاته في 18 نونبر 1995 نشرت له ترجمات ثلاث لمذكراته الأخيرة على فراش الموت.