الركراكي بين “ديرو النية” و“رأيك خليه عندك”..

وجه عدد من رواد وسائل التواصل الاجتماعي سهام الإنتقاذ صوب مدرب المنتخب الوطني المغربي وليد الركراكي، وذلك عقب المباراة التي جمعت أسود الأطلس والمنتخب الزامبي أمس الجمعة بأكادير، برسم الإقصائيات المؤهلة لكأس العالم 2026.

الركراكي في مرمى الانتقاد

ما إن دوت صافرة الحكم معلنة عن نهاية المباراة حتى عجت مواقع التواصل الاجتماعي بتدوينات غاضبة تنتقذ مستوى أداء المنتخب المغربي خلال المباراة التي جرت أطوارها بالملعب الكبير لأكادير 

وغادر عدد من الجمهور مدرجات الملعب قبل انتهاء المباراة كتعبير عن تذمرهم رغم انتصار المنتخب الوطني على نظيره الزامبي بهدفين لواحد، في مباراة غابت فيها الروح القتالية وغاب الحماس الذي كان يطبع المنتخب الوطني خلال نهائيات كأس العالم في قطر.

تراجع أداء الفريق الوطني أثار ردود فعل غاضبة في الوسط الإعلامي، حيث نشرت الإعلامية “إيمان أغوتان” صورتها عبر خاصية القصص القصيرة بحسابها الرسمي على موقع “إنستغرام” مرفوقة بتعليق كتبت فيه “اللي عنده شي رأي فالماتش يخليه عنده، ولكن راه ما ماتش ما والو وشكراااا”.

“ديرو النية”

عاشت الجماهير الرياضية في المغرب وعبر العالم لحظات قوية، بعدما تمكن المنتخب الوطني من صنع الحدث في نهائيات كأس العالم في قطر، بعد تغلبه على أقوى المنتخبات العالمية، واعتلائه المربع الذهبي.

وقد شكلت مقولة “ديرو النية” التي رددها الركراكي في ندواته الصحفية، شعارا لهذا الإنجاز الكروي، حيث شكلت هذه العبارة مصدر إلهام المغاربة والعرب وحتى الأجانب.

غير أن هذا التوهج الذي طبع مسيرة أسود الأطلس في مونديال قطر، سرعان ما انطفئ بريقه، بعدما أبان المنتخب الوطني عن حضور باهث خلال نهائيات كأس إفريقيا بساحل العاج.

“رأيك خليه عندك”

لم يتمالك المسؤول الإعلامي للمنتخب الوطني أعصابه خلال الندوة الصحفية للناخب الوطني الركراكي والتي تسبق مباراة المغرب وزامبيا، حيث خاطب أحد الإعلاميين “إلا عندك شي رأي خليه عندك..”

جاء ذلك بعدما انتقذ أحد الإعلاميين الركراكي حول تراجع الجدية مقارنة بالجدية التي طبعت نهائيات كأس العالم في قطر،.

وقد أثار هذا الموضوع جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية، حول مدى أحقية مسير الندوة في قمع الصحفي ومصادرة حقه في إبداء رأيه حول أداء المنتخب الوطني، بدعوى أن الندوة الصحفية مخصصة لطرح الأسئلة وليست لإبداء الرأي.

وفي نفس السياق، أشار الأستاذ عبد الوهاب الرامي، في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه “لا يمكن تحقير صحفي أثناء مزاولته لعمله والاعتداء عليه بقمع حقه في التعبير والانتقاد غير المخلين بالأخلاقيات التي تحكمهما.

وأضاف ” ما هي حدود سلطة المسير أو الميسّر (وليس المعرقل) وهو يوزع الكلمة، وما أخلاقيات تسيير الندوات والبرامج الحوارية والمؤتمرات؟ غير واضحة للجميع”.

وأشار الرامي في تدوينته إلى أن هناك في الصحافة ما يسمى بالسؤال المضمر الذي يرد على شكل وصف أو تقرير أو حتى رأي.

وتابع “فحين يقول صحفي في برنامج حواري متوجها لضيفه “أرى أنك خارج القانون”، فلا يعني ذلك أن رأيه ثابت ونهائي، بحجة أنه يعرضه أمام الضيف، بل عليه. والمضمر في هذا الرأي هو سؤال “ما رأيك في ما أقول؟” أو “ما ردك على هذا؟”.

ولذلك، تنتج أحيانا أزمات تواصل، لمجرد عدم فهم إبستمولوجية السؤال، وغاياته، وأصنافه، أشكاله، وبدائله وأخلاقياته”.

أزمة تواصل

لم تكن واقعة “رأيك خليه عندك” الوحيدة التي أثارت الجدل في الوسط الرياضي، بل كانت بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس وأزاحت الستار عن سياسة اللاتواصل التي باتت تطبع ندوات وليد الركراكي منذ فشل “الأسود” في التتويج ببطولة كأس أمم إفريقيا الأخيرة بساحل العاج.

وقد أثارت الطريقة التي بات يتواصل بها الناخب الوطني وليد الركراكي خلال الندوات الصحفية الأخيرة، انتقاذات واسعة، حيث أصبحت ندوات الركراكي لا تخلو من قفشات وهفوات شكلت في حد ذاته مادة إعلامية.

ويرى عدد من الإعلاميين أن إخفاق المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، قد شكل ضغطا كبيرا على الناخب الوطني بعدما فشل في الحفاظ على المستوى الذي ظهر به أسود الأطلس في قطر.

وقد شكل الظهور الإعلامي للركراكي على قناة الرياضية مباشرة بعد إقصاء المنتخب الوطني من كأس أمم إفريقيا، بداية أزمته التواصلية مع الجمهور المغربي، لكونه لم يعترف بأخطائه بل صرح أنه يتحمل المسؤولية الكاملة.