أسدل الستار صباح اليوم الثلاثاء، عن فعاليات الدورة التاسعة للموسم السنوي للمدارس العتيقة بتارودانت، المنظم على مدى أسبوع، من طرف مؤسسة سوس للمدارس العتيقة، في موضوع ”الإسلام دين الوسطية والإعتدال”.
وعرف اليوم الختامي لهذه التظاهرة العلمية التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس، حضور كل والي جهة سوس ماسة، سعيد أمزازي رفقة عامل إقليم تارودانت، ومجموعة من المنتخبين والشخصيات القضائية، العسكرية والمدنية وثلة من العلماء والفقهاء الأجلاء.
وعبر سعيد أمزازي، والي جهة سوس ماسة، في كلمته بالمناسبة، عن سعادته واعتزازه الكبيرين بالمشاركة في اختتام هذه التظاهرة القيمة والروحية التي شهدت تنظيم العديد من المحاضرات العلمية والموائد الفكرية والأمسيات الدينية والقراءات القرآنية للمشاركين لتسليط الضوء من جديد على التعاليم السمحة للدين الحنيف.
وأكد والي الجهة، أن موضوع هذه الندوة بالغ الأهمية، ولاسيما في عصرنا الحالي الذي اختلطت فيه الأفكار وتعددت الآراء والتبست المعاني على الكثيرين.
وأشار إلى أن المدارس العتيقة، عبر التاريخ، قد كان لها دور محمود في تبيان مقاصد الدين الإسلامي وغايات الشريعة المحمدية والالتزام بثوابت الأمة العقائدية بربوع المملكة الشريفة إمارة المؤمنين والمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف السني.
وأضاف أن بلادنا عموما، وجهة سوس ماسة على وجه الخصوص، شكلت منارات مضيئة للتعريف بهذه التعاليم السمحة وتدريس العلوم المتنوعة والمعارف الدينية والدنيوية وتخريج الطلبة والأئمة.
ولفت أمزازي، إلى أن المدارس العتيقة مارست دورا أساسيا في تحصين قيم الوسطية والاعتدال، داخل المجتمع المغربي، والحفاظ على هوية الأمة ومنعة صرحها الحضاري وأصالتها الثقافية، وساهمت بكل فعالية في الدفاع عن وحدة شعبها وترابها، ورسخت التشبت المكين بِمقدساتها الدينِية والوطنية، وعززت الروابط مع كل ما هو أصيل ونبيل ومشترك من الفضائل بين الإنسانية جمعاء، وفي مقدمة ذلك قيم التسامح والانفتاح والاعتدال والتعايش ضد التطرف والإقصاء.
يذكر أن هذه الدورة قد تم تنظيمها من طرف مؤسسة سوس للمدارس العتيقة بتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى، وعمالة تارودانت، وبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمجلس الإقليمي، والمجلس الجماعي.
وشهدت هذه التظاهرة العلمية، تنظيم العديد من الندوات، والأمسيات العلمية، والموائد المستديرة، التي ناقشت قضايا مختلفة ذات صلة بموضوع الاسلام دين الوسطية والاعتدال، إضافة إلى تنظيم العديد من الأمسيات الدينية والقرآنية لمجموعة من المدارس العتيقة المشاركة في هذه التظاهرة الدينية.