انطلقت صباح اليوم الأربعاء، بكلية الطب والصيدلة التابعة لجامعة ابن زهر, بأكادير، فعاليات النسخة التاسعة للمؤتمر الدولي للطيور المائية والأراضي الرطبة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
ويندرج هذا الحدث في إطار “أيام الطيور المائية والأراضي الرطبة” التي أطلقها المعهد العلمي وإدارة المياه والغابات ومجموعة البحث من أجل حماية الطيور يالمغرب سنة 1992, على إثر توصيات مؤتمر جرادو 1990, بهدف وقف تدهور الأراضي الرطبة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
وقد تميزت النسخ السابقة بتعزيز التعاون الإقليمي لتبادل الخبرات وإيجاد حلول مبتكرة للحفاظ على هذه النظم البيئية الفريدة.
ويشارك في نسخة هذه السنة، أكثر من 150 باحثًا وخبيرًا من أربع دول متوسطية، هي المغرب وفرنسا وإسبانيا وتونس، مما يجعل الحدث فرصة فريدة لتبادل المعارف والخبرات بشأن الأراضي الرطبة، وتسليط الضوء على قيمها التراثية والبيئية، خصوصًا في ظل التحديات المتزايدة التي تفرضها التغيرات المناخية الحالية.
وسيشمل برنامج المؤتمر ست جلسات عامة بقيادة نخبة من الخبراء الوطنيين والدوليين، تركز على مواضيع تتعلق بإدارة الأراضي الرطبة والحفاظ عليها في مواجهة التغيرات البيئية.
كما ستتخلل الفعاليات جلسات مواضيعية تتضمن عروضًا تقديمية للأبحاث الحديثة في شكل مداخلات شفوية وملصقات علمية، بهدف استعراض آخر المستجدات العلمية في هذا المجال.
إلى جانب الجلسات العلمية، سيشهد المؤتمر تنظيم معرض مخصص للبرامج التعليمية والدلائل العلمية للتعرف على الطيور المائية.
كما ستعرض ملصقات توثق غنى ووفرة الطيور في الأراضي الرطبة بالمغرب، في خطوة تهدف إلى زيادة الوعي الجماهيري والتأكيد على أهمية التنوع البيولوجي لهذه النظم الإيكولوجية.
ويشكل المؤتمر فرصة لتأكيد الالتزام الجماعي بحماية الأراضي الرطبة التي تعتبر مصدرًا رئيسيًا للتنوع البيولوجي ومنظمًا طبيعيًا للنظم المناخية. ومع تصاعد التحديات البيئية، يظل التعاون العلمي والتقني بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط أداة رئيسية لمواجهة الأزمات البيئية وضمان استدامة هذه النظم.
ويعد هذا المؤتمر العلمي الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 29 نونبر الجاري، محطة بارزة في أجندة البحث البيئي والإيكولوجي في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ورسالة واضحة بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
وحضر حفل الإفتتاح كل من، عز الدين ميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وسعيد أمزازي، والي جهة سوس ماسة، وإسماعيل أبو الحقوق، عامل عمالة إنزكان أيت ملول، وكريم أشنكلي، رئيس مجلس جهة سوس ماسة.
يذكر أن هذا الحدث، ينظم من طرف مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب، بشراكة مع كلية العلوم بأكادير، والمعهد العلمي بالرباط، والوكالة الوطنية للمياه والغابات.