’’السي عمر يويس ن تمازيرت أركاز آيكا.. أوريسين غير أغراس أغراس‘‘

أكاديرإنو

تنشر جريدة “أكاديرإنو” بتعاون مع جريدة le12.ma، طوال الشهر الفضيل، ربورتاجات وبورتريهات حول أشخاص وأمكنة من سوس العالمة، كان لها الأثر في أحداث ووقائع يذكرها الناس ويوثقها التاريخ..

حلقة اليوم مع سيرة رجل دولة بإمتياز، الدبلوماسي الرفيع عمر هلال السفير ممثل المملكة المغربية لدى الإمم المتحدة..

سامية وتيزنيت

بنظرة مستقبلية ثاقبة، ودبلوماسية حاسمة، يمثل المملكة المغربية بهيبتها وبهائها، لدى منظمة الأمم المتحدة.

هو عمر هلال، السوسي ابن مدينة أكادير، الذي يحمل على عاتقيه مهمة تمثيل المغرب أحسن تمثيل في المنتظم الدولي.

ملم بالقضايا الوطنية، الإقليمية والدولية، مصيب في اختياراته، مجد في دفاعاته المستميتة عن مصالح الوطن.

دبلوماسي فذ يشغل منذ أبريل 2014 منصب الممثل الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك.

وقد كان قبل ذلك يتولى مهمة الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة في جنيف.

وانتخب أخيرا رئيسا، بالتزكية، للجنة الأولى للدورة الـ76، للجمعية العامة للأمم المتحدة.

في مرة هي الأولى، يتولى فيها مغربي رئاسة هذه اللجنة الهامة، المكلفة بالأمن الدولي وبنزع السلاح.

دبلوماسي محنك

هي مهمة ليست بالجديدة على عمر هلال، الذي ترأس في عام 2004 مؤتمر نزع السلاح في جنيف. وقبلها في عام 1993، حين مثل المملكة في اللجنة الدولية للخبراء القانونيين المسؤولين عن تطبيق اتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيميائية.

تنصيب جاء في سياق دولي صعب سماه تدهور الأمن الدولي وتنامي التهديد الإرهابي، فرفع عمر هلال بهذا المنصب قدر المملكة المغربية أمميا، كاعتراف بدور المغرب في جهود مكافحة السباق نحو التسلح، والجنح نحو السلم.

يصفه المقربون بـ’’رجل الثقة بامتياز‘‘، وعلبة أسرار الدبلوماسية المغربية. بملامح صارمة وطباع هادئة، يدلي برأيه في قضايا الشرق الأوسط، ويقف حجرة عثرة أمام أعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية، فيصد الجزائر ويفند ادعاءات جبهة بوليساريو الوهمية.

يدعو إلى تحقيق السلام بين فلسطين واسرائيل، ويسائل المجتمع الدولي حول حقوق الأطفال الجنود في مخيمات تندوف.

السفير المغربي الذي راكم ما يفوق 30 عاما من العمل المباشر داخل أروقة الأمم المتحدة، حاصل على إجازة في العلوم السياسية لسنة 1974 من جامعة محمد الخامس أكدال بالعاصمة الرباط.

شغل مناصب دبلوماسية عديدة في الفترة مابين سنتي 1996 و 2001، أبرزها سفيرا للمغرب لدى دول سنغافورة، نيوزيلندا، أستراليا وإندونيسيا.

شغل كذلك منصب الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في الفترة بين 2005 و2008.

كما شغل منصب رئيس اللجنة الثالثة للجمعية العامة المعنية بالقضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية بين سنتي 2015 و 2016.

وفي نونبر 2008 أصبح هلال ممثل المغرب لدى الأمم المتحدة بسويسرا، ثم مُيسر مُشارك في عملية تعزيز هيئات معاهدات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في الثامن من أبريل السنة الماضية.

السي عمر ’’يوسْ ن تمازيرت‘‘

’’ السي عمر يوس ن تمازيرت، أركاز آيكا.. أوريسين غير اغراس اغراس‘‘ هكذا وصفه موظف إداري سابق في وزارة الشؤون الخارجية المغربية. ’’السي عمر ولد البلاد، رجل بمعنى الكلمة، لا يعرف سوى الصراط المستقيم‘‘، تماما مثل والده المتدين المحافظ الذي ورث عنه الصرامة والاستقامة.

  صفات انعكست على مهامه الدبلوماسية، فبات يسير على المنهجية الصارمة، والمبادرة بالفعل وليس فقط رد الفعل، بما يتماشى وسياسة المملكة عموما. فمغرب اليوم بات يرفض ملازمة مقاعد الاحتياط، مؤكدا على استماتته الدبلوماسية.

عمر هلال الملقب أيضا بـ ’’ مارد الدبلوماسية المغربية’’، معروف عنه ولعه وشغفه الدائم بعمله. سمعته الجيدة دائما ما تسبقه.

تقلد مناصب متباينة بردهات وزارة الخارجية والتعاون ومصالحها الكبرى بالخارج منذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني. فكان كاتبا عاما لهاته الوزارة، وعضوا بديوان كاتب الدولة في الشؤون الخارجية، ثم منسقا للمجموعة الإفريقية للمنظمة العالمية للملكية الفكرية.

مٌحب للحب والأدب

ولمن لا يعرف عمر هلال، فإنه رجل محب للأعمال الأدبية والفنية، عاشق لأشعار نزار قباني الذي وصفه بـ “شاعر المرأة والحب والرومانسية”.

يحب الموسيقى فهي في نظره وسيلة راقية للتعبير التي يعتز بها، لأنها “لغة سلام عالمية، ومفهومة من قبل الجميع، وتتجاوز الحواجز العرقية واللغوية والمجتمعية”.

مؤيد للمساواة بين الجنسين، ومٌمجد للمرأة، برقة واحترام على الدوام.

ويعد الصيف الموسم المفضل لدى السفير المغربي، لأنه وقت لم شمل الأسرة والعطل والبحر والشمس. كيف لا وهو ابن مدينة أكادير، بلاد الشمس والماء والوجه الحسن.

تقول مجلة ’’باب‘‘ الشهرية، الصادرة عن وكالة المغربي العربي للأنباء، إن فيلم عمر هلال المفضل هو “الرسالة” لمصطفى العقاد. وعندما سُئل عن كتابه المفضل لم يستطع أن يقرر. لكنه ذكر بعض الأسماء منها “الدبلوماسية” لهنري كيسنجر، و “فن الحرب” لصن تزو، و “1984”  أشهر روايات جورج أورويل.

‘‘تمازيرت‘‘ سبب الوجود

’’مخيف بقدر ما هو محترم‘‘، هكذا تراه المجلة سالفة الذكر. يملك فن إدارة العلاقات الدبلوماسية بمهارة. محنك مراوغ، لديه القدرة على أن يكون هذا أو ذاك حسب المواقف التي يجد نفسه فيها.

لكن إذا كان الجميع يعرف الدبلوماسي ومهاراته التي لا يمكن إنكارها للدفاع عن المغرب ومصالحه ، فلا يعرف سوى القليل عن الرجل ومراكز اهتماماته وشغفه.

عمر هلال يعرف كيف يمارس السلطة للرد على خصوم المملكة المغربية، وبالنسبة إليه الدفاع عن البلاد ليس مجرد وظيفة أو مهمة بل ’’سبب وجوده‘‘.

وتبقى أبرز مزايا عمر هلال، الذي بلغ السبعين من العمر، أنه محب لمسقط رأسه مدينة أكادير، ويؤمن بها بقدر ما يؤمن بالمدينة الفاضلة لأفلاطون، حيث “يمكن لكل إنسان أن يعيش في وئام وسلام مع نفسه وبيئته وبناء مستقبل واعد للأجيال القادمة”.