عزيز أخنوش.. 

منذ توليه زمام المسؤولية كرئيس للحكومة، أولى عزيز أخنوش أهمية خاصة لقضايا الأمازيغية، بعدما أطلق عددا من البرامج الحكومية الرامية إلى تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، قبل أن يتوج هذا المسار بإقرار السنة الأمازيغية عيدا وطنيا للمغاربة.

الاولوية التي تحظى بها الأمازيغية في البرنامج الحكومي دفعت أخنوش إلى الشروع في تنزيل خارطة الطريق الخاصة بهذا الورش، والتي تضم 25 إجراء، يتعلق بالإدارة والخدمات العمومية، والتعليم والعدل والثقافة والإعلام السمعي البصري.

لم يفوت أخنوش الفرصة وهو يتحدث أمام منتخبي حزبه خلال المنتدى العاشر لمنتخبي التجمع الوطني للأحرار المنظم بمدينة أكادير، دون أن يبوح بلحظة جميلة من لحظات حياته.

وإستحضر رئيس الحكومة، بمشاعر الافتخار، فحوى مكالمة هاتفية دارت بينه وبين جلالة الملك محمد السادس، والتي شكلت بداية إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية مؤدى عنها.

وقال أخنوش في كلمته خلال المنتدى العاشر لمنتخبي التجمع الوطني للأحرار، لجهة سوس ماسة، أنه من بين أجمل أيامه، عندما تلقى مكالمة هاتفية من صاحب الجلالة يبلغه من خلالها أنه أخذ قرارا بأن يكون يوم عيد وطني للأمازيغية والأمازيغيين والمغاربة.

وأضاف أخنوش وهو يتحدث أمام عدد كبير من منتخبات ومنتخبي الحزب، أنه من فرط سعادته بالخبر، إلتمس من جلالة الملك التفضل بتحديد موعد تنزيل هذا القرار التاريخيّ، فكان جواب جلاله الملك بسرعة، بقول جلالته : “عندما تنتهي هذه المكالمة”.

ووصف أخنوش، قرار الملك بالعمل التاريخي الكبير الذي لن ينساه حزب التجمع الوطني للأحرار، كما لن ينساه كل المغاربة”، معبرا عن شكره لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وأضاف أنه “بعد هذا القرار الملكي لم تعد الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية تقام داخل البيوت فقط، بل امتدت إلى الشوارع والأحياء وفي جميع المناطق”، مشيرا أن هذا الأمر جد إيجابي يمكن أن يعطينا تمركزا ثقافيا، و تموقعا سياحيا للمستقبل، خصوصا وأن العديد من الأجانب يهتمون بالثقافة الأمازيغية”.

وكان الديوان الملكي قد أكد في بلاغ له، أن الملك محمد السادس أعلن إقرار رأس السنة الأمازيغية، عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية، وأصدر توجيهاته إلى رئيس الحكومة قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي السامي.

ويأتي هذا القرار الملكي حسب البلاغ ذاته، تجسيدا للعناية الكريمة، التي ما فتئ يوليها صاحب الجلالة للأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء.

 وتنفيدا للتعليمات الملكية السامية، بادرت الحكومة إلى تحديد يوم 14 يناير من كل سنة عطلة رسمية مؤدى عنها في جميع القطاعات، بمناسبة رأس السنة الأمازيغية.

ومن أجل تفعيل هذا القرار صادقت الحكومة، على مشروع مرسوم قدمته الوزارة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي، يتعلق بتحديد لائحة أيام الأعياد المؤداة عنها الأجور في المقاولات الصناعية والتجارية والمهن الحرة والاستغلالات الفلاحية والغابوية.

وجاء في مشروع المرسوم رقم 2.23.1000، بتغيير وتتميم المرسوم رقم 2.04.426 الصادر في 29 دجنبر 2004، أن 14 يناير هو رأس السنة الأمازيغية.

يذكر أن مدينة أكادير قد عرفت تنظيم المنتدى العاشر لمنتخبي التجمع الوطني للأحرار، والذي تزامن مع الاحتفالات التي تشهدها المدينة بمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة 2974.