تكريم السينما الأمازيغية في اختتام فعاليات أيام الفيلم المغربي بأكادير

أسدل الستار أمس السبت، بسينما صحراء بأكادير، على فعاليات الدورة الثالثة لأيام الفيلم المغربي المنظمة من طرف النادي السينمائي نور الدين الصايل، بشراكة مع المجلس الجماعي لأكادير، تحت شعار “المجتمع.. نظرات سينمائية”.

وقد عرف اليوم الختامي لهذه التظاهرة التي امتدت من 17 إلى 20 أبريل الجاري، عرض الفيلم الأمازيغي “زرايفا” كما تم التنويه بمخرجه عبد العزيز أوالسايح، عرفانا له على ما قدمه للسينما والمسرح الأمازيغيين.

لحظة تكريم المخرج عبد العزيز أوالسايح 

وتحكي قصة الفيلم حكاية “فاضل”، الفلاح البسيط الذي سيدشن خصاما مع زوجته “عائشة”، لالسبب، إلا لكونه اعتمد على إشاعات كل من جاره “بريك” ثم “حجوب”، والتي ملخصها أن زوجة “فاضل” تحمل بشكل يومي مؤونة إلى والدتها المريضة “ءيبا خليج”، وتلك المؤونة مصدرها عرق جبين الزوج.

وفي الوقت الذي سيقرر فيه “فاضل” تطليق “عائشة” لذلك السبب، سيدخل غرفته، قبل أن يستسلم لحلم طويل، ستشكل أحداثه القصة الرئيسية للفيلم..

أسابيع بعد الطلاق، سيلتقي “فاضل” صدفة بامرأة شابة وجميلة تدعى “زرايفا”، وبعد إعجاب الأم “عكيدة” بها، سيقترن بها “فاضل”، وينجبا طفلا، سيظل حاضرا في بعض مشاهد الفيلم بنعت “الصبي”، دون ان يحمل اسما معينا..

ورغم أن علامات الخير والرخاء ظهرت في القرية متزامنة مع دخول “زرايفا” إليها، إلا أن أحداثا غريبة أصبحت تقع في قرى مجاورة خلال فترات ليلية منتظمة، قبل ان تكون قرية “فاضل” بدورها مسرحا لها.

وبموجب تلك الأحداث، يتم الهجوم على حظائر الماشية والتهام دجاجها بالخصوص، مما تطلب تجند الأهالي بزعامة “أمغار” لتشديد المراقبة والحراسة، أملا في فهم لغز صاحب آثار الجمل التي يخلفها الفاعل المجهول عادة في مسرح الأحداث. 

قصة الفيلم ستنتهي بكشف اللغز، والتعرف على هوية الفاعل، والذي لايتجاوز “زرايفا” نفسها، إذ تتحول ليلا إلى جسد ممسوخ، لسبب يرتبط بالمقدس الديني، ويتلخص في عدم قيامها بما يجب القيام به مباشرة بعد وفاة زوجها ليلة عرسهما تحديدا..

ويتناول الفيلم قضايا الحب والصداقة والشجاعة، ويسلط الضوء على التقاليد والقيم في المجتمع الأمازيغي بتصويره الجمالي للمناظر الطبيعية الخلابة واستخدامه للثقافة واللغة الامازيغية.

يذكر أن مخرج هذا العمل السينمائي عبد العزيز أوالسايح يعد من بين الأسماء الوازنة التي رسمت معالم السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية.

وانفرد اوالسايح في أعماله الأخيرة بأسلوب سينمائي خاص، وقد صنع ذلك من خلال تجربته واحتكاكاته بمختلف الأطياف الفنية، وعمد على كتابات تراثية جعلته يقترب من ميولات جمهوره، الشيء الذي مكنه من الغوص في أعماق الثقافة الأمازيغية، ومحاكاة الجوانب الإجتماعية والتقليدية والتراثية، وصياغة التيمات الأسطورية والحكائية بريشة فنية، وكشف النقاب عن مجمل دفائن التراث الأمازيغي، إضافة إلى تطوير اللغة وتعديل تراكيبها، وبعثها من جديد.

يذكر أن فعاليات الدورة الثالثة لأيام الفيلم المغربي، قد عرفت تكريم وجهين من الفعاليات المدنية الثقافية والفنية بسوس الاستاذة عضو المجلس الوطني لحقوق فاطمة الشعبي والمخرج الأمازيغي المتميز عبد العزيز أوسايح.

كما تضمن برنامج هذه الدورة عرض عدد من الأفلام المغربية القصيرة والمطولة، حيث تم عرض ثلاث أفلام قصيرة وهي، أيور، وميثاق، وهمسات الزهرة، وأربع افلام طويلة وهي، آدام، مطلقات الدار البيضاء، ضاضوس، وزرايفا.